إذا كررت اسمك، فليس ذلك لأنني أخاف النسيان.
لكن ذكره على لساني هو السعادةف الذكر.
كان سيدًا تفجرت من قلبه مياه المعرفة والحكمة. وقد صُقِل قلبه بالنور الإلهي، مما جعله واحدًا من أفضل المختارين، طاهرًا من كل ظلام وبؤس، وشفافًا كالبلور.
ولد في قرية أنجير فغنة على بعد ثلاثة أميال من بخارى، كان يعمل في شبابه في البناء، وكرس حياته لهداية الناس إلى الله، وكان أول من أدخل طريقة الذكر الجهوري في سلسلة الحكماء (الخواجكان) حسب مقتضيات العصر وأحوال المريدين، وحين سئل عن سبب استعماله الذكر الجهوري أجاب: "لإيقاظ النائم".
وفي يوم من الأيام حضر الخواجة محمود مجلساً علمائياً فقال الشيخ شمس الحلواني للشيخ حافظ الدين وهو من أهل العلم الظاهري أن يسأل الشيخ محمود الفغناوي عن سبب صوته العالي. ذِكْرقال الشيخ محمود الفغناوي: "إنها أفضل ذِكْر لإيقاظ الغريب من نومه ولفت انتباه الغافلين ليتوجهوا إلى الله متبعين الشيخ الذي يدعوهم. ذِكْر، وتقويم نفسه على الطريق، وجعل توبته إلى الله توبة خالصة، وهي مفتاح كل خير وسعادة. وإذا كانت نيتك صحيحة، فستجد السلطة لاستخدام الدعاء بصوت عال. ذِكْر"."
فطلب منه الشيخ حافظ الدين أن يوضح له من يجوز له أن يمارس الذكر الجهري، حتى يبرر ذلك لمن عارضه، فقال: "إن الذكر الجهري لا يجوز لمن خالفه أن يمارسه". ذِكْر "فهذا لمن أراد أن يصل إلى حالة تطهير لسانه من الكذب والغيبة، وتطهير أفعاله الخاصة من ارتكاب المحرمات، وتطهير قلبه من الكبر وحب الشهرة."
ذات يوم روى الشيخ علي الرميتاني ق أن رجلاً رأى الخضر وسألته "أخبرني أين يمكنني أن أجد شخصًا يحتفظ بالـ Sهاريا "أسألك أن تهديني إلى صراطك المستقيم، حتى أتبعه"، قال: "إن الذي تطلبه هو الشيخ محمد الأنجير الفغناوي".
ويقال أن الشيخ محمود سار على خطى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مقام معرفة الله (معرفة) وكان على خطى سيدنا موسى في محطة كليم الله، مقام من يتكلم مع الله.
وقد أشرق علم الشيخ محمود من مسجده الذي بناه في قرية وابقني القريبة من بخارى، وتوفي في قرية قليط القريبة من بخارى في السابع عشر من ربيع الأول سنة 717 هـ، وقد نقل سر الطريقة النقشبندية الصوفية إلى خليفته، علي الرميتاني س.