اختر صفحة

سليمان ابن الملك داود 

كان لداود عليه السلام أولاد كثيرون، وكان أصغرهم سليمان عليه السلام، وقبل أن يموت داود عليه السلام تحدث إلى جبريل عليه السلام، وقال له: إنه يريد أن يكون سليمان عليه السلام وريثه، ولكن لأنه كان أصغرهم لم يكن يدري كيف يستطيع أن يحقق ذلك.
فأمره جبرائيل عليه السلام أن ينشر رملاً في أرض غرفة صغيرة، وأن يجعل كل واحد من أبنائه يغرس عصاه فيها ويكتب اسمه بجانبها في الرمل، ومن أزهرت عصاه في الصباح يكون وريثه، ففعلوا ذلك، ثم أغلقوا الغرفة.
وفي الغد عندما فتحوا الغرفة كانت كل العصي لا تزال يابسة وميتة باستثناء عصا سليمان (عليه السلام) التي نمت وتحولت إلى شجرة ضخمة، فقبل جميع أبناء داود (عليه السلام) اختيار سيدنا سليمان (عليه السلام) سلطانًا وبايعوا له.
عندما كان سيدنا جبرائيل (عليه السلام) على العرش جاء إلى سليمان (عليه السلام) وأخبره أنه يجب أن يعتني بالفقراء. سأل سيدنا سليمان (عليه السلام): "يا جبرائيل (عليه السلام)، من هم الفقراء؟ حتى أنا فقير، ليس لدي شيء مني". قال له سيدنا جبرائيل (عليه السلام) أن يذهب إلى قمة الجبل حيث كانت تعيش امرأة مع اثنين من الأيتام، "اذهب واعتنى بها"، قال.
صعد سليمان عليه السلام الجبل فوجد امرأة تعيش في كوخ فقير مع ابنتين، وكانت كلتا يديها ملطختين بالخدوش ولم يكن هناك سوى حصيرة ممزقة على الأرض الصلبة، فسأله سليمان عليه السلام عن الخدوش فقالت له إن بناتها ينمن ورؤوسهن على ذراعيها في الليل حتى لا تؤذي رؤوس أطفالها الأعزاء على الأرض الصلبة، وقالت إن زوجها استشهد وليس لها عائلة في هذه البلاد تعتني بها.
فقال سليمان (عليه السلام): إن الله أحل لك أن تتزوجي من يرعى ابنتيك، فقالت: لا أطيق أن آتي بأب يرعى ابنتي، ولذلك صبرت، فقال سليمان (عليه السلام): إذا جاءك رجل صالح فتزوجيه.
فحزن سليمان عليه السلام على هذه الأسرة حزناً شديداً، فعاد إلى القصر ودعا: (يا رب آتهم من خزائنك). وكان سليمان عليه السلام ملكاً، ولكنه لم يكن يملك من ماله شيئاً إلا ما اكتسبه بيديه.
أمر الله الجن بالغوص في البحر للحصول على الذهب واللؤلؤ، وفي ليلة واحدة ملأ الجن غرفة بالذهب واللؤلؤ، فحملها سيدنا سليمان (عليه السلام) على الخيل والإبل وأمر القافلة بالصعود إلى الجبل، فسلكوا الطريق الرئيسي بينما سلك هو طريقًا مختصرًا.
وصل السيد سليمان عليه السلام إلى البيت فوجد الناس محاصرين، وكانت السيدة جالسة خلف ستارة، وقد قبلت عرض رجل صالح كما أمر الملك.
كانت ابنتاها تلعبان بالخارج عندما طلبت منهما أن تلقيا نظرة على الفساتين الجديدة الجميلة التي أهديت إليهما. وأخبرتهما أنهما سوف يكون لهما الآن أب غير شقيق ليعتني بهما.
خرجت البنات باكيات وعانقن بعضهن البعض. كن يبكين: "كنا نملك أمًا، لكن الآن ليس لدينا أحد". وبدأ جميع الضيوف في البكاء معهن.
فخلعت الأم ثوبها الجديد وقالت لا أتزوج، فخرج الجميع إلا سليمان عليه السلام.
وفي ذلك الوقت وصلت القافلة بالذهب واللؤلؤ، فملأ سليمان (عليه السلام) الغرفة بالكنوز، فقال: "هذا لك، إما أن تعطيه أو تحتفظ به". وكانت السيدة وبناتها الآن أغنياء للغاية، فدفعن تكاليف بناء المسجد الأقصى.
كان سليمان (عليه السلام) في الثانية والخمسين من عمره عندما مات، متكئاً على عصاه ينظر إلى الجن وهم ينهون بناء المعبد.