نقل المعرفة الروحية بطريقة "أويس"
وقد تلقى سيدنا شاه بهاء الدين نقشبند العويسي البخاري الذكر الصامت من الحضور الروحاني للخواجة عبد الخالق الغجدواني، ولم يلتق به جسدياً، لأن بينهم خمسة مشايخ في السلسلة الذهبية، وكذلك تلقى سيدنا أبو الحسن الخرقاني التوجيه والإرشاد الروحي في الطريقة النقشبندية من الحضور الروحاني للخواجة عبد الخالق الغجدواني.
في هذا الشكل من النقل الروحي، تلتقي الأرواح في عالم يسمى كلام الأرواح، وهو ما وراء كلام الأجسام. من يتلقى المعرفة من خلال الروحانية من معلم متوفى على الطريقة النقشبندية، يُدعى أويسي ونقشبندي. هذا الاتصال الروحي قوي وفعال مثل الاتصال الجسدي.
إن علامة نعمة الله تعالى على عبده أن يفوض أحد أوليائه برفع ذلك العبد إلى الحضرة الإلهية، ولذلك كان كثير من الأولياء الذين جاءوا في الأزمنة السابقة مرشدين لمن جاء بعدهم من خلال هذا الاتصال الروحي (الأويسي)، ومن المعلوم أن كثيرين من الأولياء كانوا تحت إرشاد وتدريب الأنبياء وغيرهم من الأولياء الذين رفعوهم.
وكما ذكرنا فإن سيدنا عبد الخالق الغجدواني نشأ على يد سيدنا الخضر (ع) وسيدنا أويس القرني والحضرة الروحية لسيدنا علي وسيدنا أبو بكر الصديق. ثم قام سيدنا عبد الخالق بتربية شاه نقشبند، وكان يتلقى الهداية أيضاً من سيدنا أويس القرني، وسيدنا علي، وسيدنا أبي بكر، والنبي (ص). قام السيد جعفر الصادق بتربية السيدنا بايزيد البسطامي. وقام السيدنا بايزيد البسطامي بتربية السيدنا أبو الحسن الخرقاني. نشأ سيدنا عبيد الله الأحرار بالارتباط الروحي بسيدنا عيسى (ع) وبالشاه النقشبند. ومن المعروف أن سيدنا أحمد الفاروقي، بالإضافة إلى القوة الروحية التي كان يتلقاها من شاه نقشبند، كان يتلقى أيضًا الدعم والقوة الروحية من سيدنا علي (ص). نشأ سيدنا الشيخ شرف الدين الداغستاني روحانيا على يد سيدنا أبو بكر الصديق (ص) وسيدنا محمد (ص). وكان سيدنا الشيخ عبد الله الداغستاني تحت التوجيه الروحي لسيدنا أويس القرني (ص)، وسيدينا عبد الخالق الغجدواني، وسيدنا شاه نقشبند وسيدنا علي. وتلقى الشيخ ناظم، بالإضافة إلى التوجيه الذي تلقاه الشيخ عبد الله والشيخ شرف الدين، توجيهاً إضافياً من سيدنا جلال الدين الرومي وسيدنا عبد القادر الجيلاني، وهما جداه من جهة أبيه وأمه.
هؤلاء هم شيوخ الطريقة النقشبندية الذين ذكرهم الشيخ عبدالله الداغستاني، الذين حصلوا بالإضافة إلى ارتباطهم الجسدي على الارتباط الأويسي، وهم معروفون بشيوخ الجناحين، أي أنهم اجتمع فيهم النسب الجسدي والنسب الروحي. وهؤلاء الأولياء تسعة فقط، وكل واحد منهم يمثل إحدى النقاط الروحية التسع على صدر الإنسان، ومن خلال هذه النقاط يستطيع هؤلاء الأولياء الوصول إلى أتباعهم في أي وقت. ولأنهم يملكون سلطة هذه النقاط التسع، فإنهم يعتبرون البشرية كلها أتباعهم، سواء أدركوا ارتباطهم الروحي بها أم لم يدركوه. ومن خلال هذه النقاط التي هي ذات طبيعة أويسية، يستطيعون الوصول إلى أي إنسان والتأثير فيه، والشفاعة له، وإلهام قلوبه لتوجيهه إلى الحب الإلهي، رغم أنهم لم يلتقوا جسديًا قط.
أحدث التعليقات