اختر صفحة

القوة الخارقة في آيات القرآن الكريم التي لا يمكن سبر أغوارها

أنا أطلب من شيخنا الجليل أن يمدنا بقواه الروحية حتى نتمكن من إعطاء تفسيرات لتعاليمه، كما أطلب قوى روحية لمن يستمعون إلى كلامه.

كان الشيخ يقول: إن الإنسان إذا استطاع أن يرتب أعماله ويوجهها وفق آية قرآنية ويقوم بذلك بإيمان كامل، فإنه يستطيع أن يتلقى منها كل علم قد يكون في حاجة إليه طوال حياته. ويقول أيضًا فيما يتعلق بمعنى ‘آية’ أو آية من القرآن، إن تسميتها ‘آية’ لا تكفي، لأن الآية في الواقع أكثر بكثير من أن تفسر شيئًا ما بآية، وكما فهمت من الشيخ‘آيات‘من آيات الله عز وجل، وهي ‘آية من آيات الله’، أي علامة من علامات قدرته وعلمه الذي لا نهاية له. قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) أي: هو الغالب على كل حال، فلا يأتيه من العباد ما من بني آدم، فآية واحدة تكفي لقهرها جميعًا والانتصار عليها جميعًا. هذه آية: لها من القوة ما يفوق قوة البشر جميعًا مجتمعين.

لأي سبب سُمّيت آية بهذا الاسم؟ ـ لأن الله عز وجل تحدى العرب جميعاً والبشر جميعاً أن يأتوا بآية واحدة مثل آية قرآنية؛ ليأتوا جميعاً ـ شعراء وعلماء وأذكياء ـ بآية واحدة، ونظروا إن كانوا قادرين على ذلك، ولكنهم فشلوا ـ وكان عليهم أن يفشلوا ـ إذ يستحيل أن يكونوا على مستوى التحدي. لماذا؟ -لأن الآية تحتوي على كلام الله تعالى، وتختلف تمامًا عن كلام البشر. لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن كما يتلى عليه، وفي أحيان أخرى كان يتكلم من عند نفسه (الحديث)، ولكنك إذا قارنت بين الاثنين تستطيع أن تميز الفرق بينهما في الحال، كما يستطيع المرء أن يميز بسهولة بين الياقوتة والحجر العادي، فهذا هو الفرق بين الاثنين؛ فالأول كلام بشر بشر والآخر كلام الرب سبحانه وتعالى الأزلي.

كان شيخنا الجليل يقول: إن الإنسان إذا استطاع أن يحافظ على آية واحدة ويمارسها تماماً، فإنه يكون آية من آيات الله وآياته، ويكون منتصراً على الجميع. ونحن لا نتكلم عن مثل هؤلاء الذين يسمون أنفسهم ‘آية الله’؛ فإذا كان الإنسان آية الله الحقيقية فإن القوة تأتيه بحيث لا يحتاج إلى استخدام السلاح والصواريخ والجنود. حتى نفخة واحدة من أنفاسه المقدسة تكفي ليحمي نفسه وأمته كلها من الشر.

(سُئِلَ): “(هل صحيح ما قيل لي: إن أبا بكر الصديق استغرق في استيعاب سورة الفاتحة وإدماجها في سورة الفاتحة عشر سنين؟ ل القرآن)؟”

هذا هو هذا الفصل (السورة) أنه إذا كان أبو بكر قد استغرق حتى أبو بكر عشر سنوات حتى استوعبها، فنحن لا يمكن أن نصل إليها حتى في عشرة آلاف سنة. فالمهم أن أبا بكر وصل إلى فهم هذه السورة، وأن هذه السورة تحوي في طياتها كل القرآن الكريم. فالفاتحة تقوم مقام القرآن كله، لكن بقية القرآن كله لا يمكن أن يقوم مقام الفاتحة. فلو قرأتَ القرآن سبع مرات من أوله إلى آخره دون قراءة الفاتحة لا يساوي قراءة الفاتحة مرة واحدة فقط، ولهذا نقرأ الفاتحة في كل ركعة من الصلاة. لقد سمعت مرة من شيخي أن سيدنا عليًّا قال “أيها الناس إني لأستطيع أن أجلس هنا و أنبئكم بمعانٍ كثيرة للفاتحة لو كتبتموها لملأت مجلدات تكفي مائة بعير ومع ذلك لا تفي بالتعبير عن معاني الفاتحة”.”