لم تر عيناي من قبل أجمل منك;
لم تلد أي امرأة أكثر وسامة,
ولدت بلا عيوب كما لو كانت أمنيتك.
كَانَ شَمْسَ السَّعَادَةِ الْأَبَدِيَّةِ. وَكَانَ حَبِيبَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. كَانَ رُوحَ أَهْلِ الْحَقِّ، وَكَانَ جَوْهَرَ رُوحِ أَهْلِ الذَّوْقِ. كَانَ كَعْبَةَجأَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَحَدُ أَعْلَامِ الرَّسُولِ الْكَرِيمِ. رفع علم دين محمد صلى الله عليه وسلم
. أحيا طريقة الطريقة النقشبندية.
ولد سنة 1113 هـ/1701 م في الهند. ومنذ طفولته أشرق من جبينه نور الهداية وآثار التقوى. ملامحه (مظهر) كانت مصبوبة بمظاهر الجمال السماوي (تجلي الجمل). كان مشهورًا، مثل النبي يوسف عليه السلام
, لحسنه وجماله، وأحبَّه الجميعُ لأنه كان يمثل الجمال. تلك هي صفة الله التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم
قال “إن الله جميل يحب الجمال”، وهو أيضا صفة النبي صلى الله عليه وسلم
, عن أنس بن مالك
قال: “نبيكم
كَانَ أَحْسَنَ الْأَنْبِيَاءِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُمْ صَوْتًا”. ولهذا قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي: “ولهذا قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي: "إن النبي
ليس له شريك في جماله.”
عندما كان الشيخ مظهر (س) في التاسعة من عمره، رأى سيدنا إبراهيم
, الَّذِي أَعْطَاهُ قُوَّةً خَارِقَةً بِالْإِرْسَالِ الرُّوحَانِيِّ. فِي هَذَا الْعَصْرِ، فَإِنْ ذَكَرَ أَحَدٌ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ
في حضوره صلى الله عليه وسلم كان يراه بعينه الحسية. وكان قادرًا أيضًا على رؤية النبي صلى الله عليه وسلم
وجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وكذلك جميع مشايخ الطريقة النقشبندية، وخاصة سيدينا أحمد الفاروقي.
قام والده بتربيته وتعليمه في جميع فروع المعرفة الدينية. وفي سن مبكرة انجذب قلبه إلى النور الروحي القادم من شيخه السيد نور محمد. فتح شيخه عيون قلبه وأطعمه من رحيق زهرة المعرفة الخفية. فأخرجه الشيخ من حالة الإدراك الذاتي ورفعه إلى المقامات العلية، فأحدث ذلك في نفسه دهشة عظيمة وأصابه بالإغماء. وعندما أفاق، رافق الشيخ نور محمد في مزيد من العروج، فسمح له الشيخ بمشاهدة الشيخ نور محمد. فسمح له الشيخ بمشاهدة أسرار عالم الغيب، وأعطاه هدايا من قواه ومقاماته العجيبة.
نظرة واحدة من شيخه فتحت في نفسه النقاط التسع، وهي مواضع الأسرار النقشبندية. ومن معرفة النقاط التسع، تعمق في الأسرار التي تحويها النقاط الخمس من النقاط الأقوى، حتى أذن له شيخه في “تفعيل” النقاط التسع في أي وقت واستعمالها. ثم أعاده إلى أسفل ليكون في حضرته وفي حضرته فقط. وصعد به إلى أعلى وأسفل، من مقام إلى مقام، وأفاض عليه من نوره وحماه بنظره، حتى بلغ غاية الكمال، وأيقظ نفسه من الجهل.
وثبت في خدمة شيخه بصدق تام. واستمر في التقدم بدخوله الخلوات في الصحراء والغابات بناء على أوامر شيخه. وكان طعامه الوحيد في هذه الخلوات هو العشب وأوراق الأشجار. وخلال فترة زهده في الصحراء والغابة، لم يكن يلبس خلال فترة زهده في الصحراء والغابة إلا ما يستر عورته. وذات يوم، بعد العديد من هذه الخلوات، نظر في المرآة فلم ير نفسه، بل رأى شيخه.
وفي هذه المرحلة أذن له الشيخ في هداية عباد الله إلى مصارعهم وإلى الصراط المستقيم، وأجلسه على عرش الخلافة، وبه طلعت شمس الهداية على برج السعادة.
ولما توفي أستاذه، استمر في زيارة قبره ولمدة سنتين يتلقى من قبره ما استطاع أستاذه أن ينقله إليه من أنواره ومعارفه. ثم أُمر من خلال صلته الروحية بشيخه أن يتصل بشيخه على قيد الحياة.
وصل إلى باب الأولياء الكاملين في عصره الشيخ محمد أفضل، والشيخ صافي سعد الله، والشيخ محمد عابد. وتعلّق بالشيخ شاه كلشان، وبشيخ آخر اسمه محمد الزبير، وكان يحضر مجلس الشيخ محمد أفضال. وكان يحضر مجلس الشيخ محمد أفضل، وهو أحد خلفاء بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْصُومٍ (س) . زَارَ الشَّيْخَ عَبْدَ الْأَحَدِ وَدَرَسَ عَلَيْهِ وَتَلَقَّى عَنْهُ عِلْمَ الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ. وكان الشيخ كلما ذكر له حديثا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يختفي في أثناء هذا الدرس، فيأتيه رؤيا يجد فيها نفسه جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم
وسماع الحديث مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم
. وكان يصحح ما قد يقع من أخطاء في رواية الشيخ للأحاديث النبوية، وكان مشهوداً له بالنبوغ في علم الحديث.
ولازم صحبة هؤلاء الشيوخ عشرين سنة. وترقَّى في أحوال الكمالات أكثر فأكثر، حتى صار محيطًا من العرفان. وترقى في سلك الأقطاب حتى صار قطب زمانه مشرقًا كالشمس في عز الظهيرة. قال الشيخ محمد أفضل: “الشيخ مظهر حبيب الله أُعطي ولاية القطب، وهو المحور الأساسي في هذا الطريقة في هذا الوقت.”
اجتذب كماله الروحي الناس من جميع أنحاء شبه القارة الهندية. وفي حضرته، كان كل طالب يجد في حضرته ما يحتاج إليه، حتى أصبحت شبه القارة الهندية ببركته مثل الكاجبا محاطة بأسراب من الكائنات الملائكية.
اجتمعت في شخصه الكريم قوة أربع طرق. فقد كان أستاذًا للطرق النقشبندية والقادرية والسهروردية والشيشتية. وكان يقول: “لقد تلقيت أسرار هذه الطرق ومعارفها من شيخي السيد نور محمد البدواني، حتى بلغت في هذه الطرق قوة متميزة جداً. لقد رفعني من الإبراهيمي المرحلة إلى محمدان المرحلة التي جعلتني أرى النبي صلى الله عليه وسلم
جالسًا في مكاني، بينما كنت جالسًا في مكانه. ثم اختفيت ورأيته جالسًا في المكانين. ثم رأيته يختفي ورأيت نفسي جالسًا في المكانين”.”
وفيما يلي بعض أقوال الشيخ مظهر (س):
“كنتُ مرةً جالسًا في حضرة الشيخ محمد عابد فقال الشيخ: “إن الشمسين في الطرفين التقيا، ولو اجتمع نوراهما وانتشرا في هذا الكون لأحرقتا كل شيء”.”
“كان الشيخ محمد أفضال أكبر مني سناً بكثير، لكنه كان يقف لي عندما أدخل، وكان يقول لي: ‘أنا أقف إجلالاً للنسب الرفيع الذي تملكه’.”
“هذا العالم كله والكون بأكمله في يدي، وأستطيع أن أرى كل شيء فيهما بوضوح كما أرى يدي”.”
كان لديه خبرات خارقة لا حصر لها ورؤى لا حصر لها عن العالم السماوي وكذلك العالم السفلي.
ذات مرة سافر مع بعض أتباعه بدون أي طعام أو مؤونة. كانوا يسيرون وكلما تعبوا جلسوا. وكان الشيخ يناديهم ويقول لهم: “هذا الطعام لكم”، فتظهر أمامهم موائد الطعام.
في أحد الأيام أثناء الرحلة كانت هناك عاصفة رهيبة وكانت الرياح تعصف بكل شيء في طريقها. كان الجو متجمدًا وكان الجميع يرتجفون من البرد. ساءت حالتهم حتى بدا أنهم سيموتون في تلك الصحراء المتجمدة. ثم رفع الشيخ مظهر يديه وقال: “اللهم اجعلها تحيط بنا ولا تكون علينا”. وعلى الفور انقشعت السحب من حولهم، وعلى الرغم من استمرار سقوط المطر المتجمد على بعد ميل واحد، إلا أن درجة الحرارة ارتفعت من حولهم إلى مستوى مريح.
قال: “ذات مرة زرت قبر الشيخ محمد حافظ محسن، فزرت قبر الشيخ محمد حافظ محسن. اختفيت من نفسي ورأيت في رؤيا رأيت جسده. لم يكن قد تحلل، وكان كفنه لا يزال نظيفًا تمامًا باستثناء بقعة من التراب على جزء من قدميه. فسألته بقوتي الروحية عن ذلك. فقال: ‘يا بني سأروي لك قصة. ذات يوم أخذت حجراً من حديقة جاري ووضعته في حفرة في حديقتي، وقلت في نفسي: ‘في الصباح سأعيده إليه’، ولكني نسيت. ونتيجة لذلك الفعل، ظهر التراب على كفني. لقد لوث ذلك الفعل الواحد كفني’.”
قَالَ: “مَا رُفِعْتُمْ فِي التَّقْوَى رُفِعْتُمْ فِي الْقَدَاسَةِ”.”
وَغَضِبَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى جَبَّارٍ فَقَالَ: رَأَيْتُ رُؤْيَا رَأَيْتُ فِيهَا أَنَّ جَمِيعَ الشُّيُوخِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
حتى شيوخ اليوم لم يكونوا راضين عن ذلك الطاغية”. وفي اليوم التالي مات الطاغية.
فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: “يَا سَيِّدِي، إِنَّ أَخِي قَدْ سُجِنَ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى. ادع الله أن ينقذه”. قَالَ: “يَا بُنَيَّ، إِنَّ أَخَاكَ لَمْ يُسْجَنْ، وَلَكِنَّهُ عَمِلَ ذَنْبًا وَسَيَأْتِيكَ غَدًا مِنْهُ كِتَابٌ”. واتضح أن الأمر كما وصفه.
فأخبر أتباعه ببشارة عظيمة، فرفض بعض الغيورين قبول ما قاله، فقال: “إن كنتم لا تصدقوني فأتوا بقاضٍ. فقال: ”إن لم تصدقوني فلنأتِ بقاضٍ. ليخبر كل منا وجهة نظره وليحكم بيننا“. فقالوا: "لا نرضى بقاضٍ إلا النبي صلى الله عليه وسلم
, وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ نَطْلُبُ حُكْمَهُ فِي هَذَا الْأَمْرِ” . ثم قال: “لا داعي للانتظار إلى يوم القيامة. سنسأل النبي صلى الله عليه وسلم
أن يعطي حكمه الآن”. دخل في حالة من التأمل العميق في قلبه وقيل له أن يقرأ الفاتحة. ففعل ذلك، وعلى الفور قام النبي
ظهر للجميع وقال: “المظهر حبيب الله على صواب وكلكم على خطأ”.”
عن الخلق
وَقَالَ: الْوُجُودُ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى. وهذا العالم مجرد ظل للحقائق الموجودة في الحضرة الإلهية. حقيقة جميع المخلوقات الممكنة (حقائق الممكّنات) ناتجة عن فعل الصفات والخصائص الإلهية في الفراغ (جقبول). إن الوجود الحقيقي لكل ما يتجلى في الخلق المادي هو تأكيد الوجود الحقيقي لكل ما يتجلى في الخلق المادي كنور في الحضرة الإلهية.
“كل ما يظهر في الخليقة المادية هو مجرد ظل للحقيقة النورانية التي تُسقطها الصفات الإلهية على فراغ العدم، فكل ما يظهر في الخليقة المادية هو مجرد ظل للحقيقة النورانية التي تُسقطها الصفات الإلهية على فراغ العدم. عالم الصفات الإلهية (سيفات) هو أصل ينابيع الخير في الأكوان المخلوقة (مبادي تاجعيون العيناتجلام). ولأن كل خلق مادي ينشأ من مزيج من صفات الله تعالى الإلهية والفراغ، فإن الخلق إذن يشترك في أصلين من طبيعتين متضادتين. فمن طبيعة الفراغ المتمثلة في العدم والعدم تنشأ الصفات الكثيفة للمادة المادية التي تنتج في مجال الفعل الإنساني الظلمة والجهل والشر. ومن الصفات الإلهية ينشأ النور والمعرفة والخير. وهكذا فإن الصوفي عندما ينظر إلى نفسه يرى كل ما فيه من خير هو نور من الذات الإلهية ينعكس عليه ولكنه ليس منه. وتشبيه ذلك بحلة مستعارة من الثياب الجميلة التي يتجمل بها المرء، ولكنها ليست منه في الحقيقة، ولا يستحق عليها أي فضل. وعلى العكس من ذلك، يرى نفسه مادة دنيئة، مملوءة بالظلمة والجهل، ذات طبيعة أسوأ من طبيعة الحيوان. وبهذا الإدراك المزدوج يتخلّى عن تعلّقه بجاذبية النفس، فيفقد تعلّقه بمفاتن النفس، ويخلع نفسه ويتحوّل في توبة (توبة) نحو المصدر الإلهي لكل خير. وبهذا الإقبال يملأ الله قلبه بالحب والشوق إلى الحضرة الإلهية. وكما قال الله تعالى في الحديث القدسي: “إذا تقرب إليّ عبدي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة”.”
كان الشيخ مظهر (س) قبل وفاته بفترة وجيزة في حالة من الانفعال الشديد والحب الشديد لله. وكان يشعر بتعاسة كبيرة بسبب قضائه فترة طويلة في هذا العالم الزائل. وقد أمضى أيامه الأخيرة في تأمل شديد، وكان يقول دائمًا عندما يُسأل عن حاله إنه كان في حالة فناء ووجود في الله سبحانه وتعالى. وكان يكثر من الذكر في أيامه الأخيرة، ونتيجة لنور الجذبة الشديد الذي كان يتولد من ذلك دخل في الطرقات آلاف وآلاف من المريدين. وكان كل يوم جديد يجلب إلى بابه ثلاثة آلاف شخص جديد، وكان لا يدع واحدًا منهم يذهب دون أن يقابله. وأخيرًا، أصبح مرهقًا لدرجة أنه كان يحدد موعدًا لمقابلة الناس مرتين فقط في اليوم.
وذات يوم استأذنه أحد أتباعه وهو الشيخ ملا نسيم في السفر وزيارة والديه في وطنه. فقال له: “يا بني، إذا أردت أن تذهب فلتذهب، ولكنني قد لا أكون هنا عند عودتك”. فانتقل هذا الجواب من فم إلى آخر، فاهتزّت له قلوب الناس، إذ أشار إلى أن عهده قد انتهى. بعيون دامعة وقلوب مكسورة، بدأ الناس في جميع أنحاء البنجاب بالنحيب والبكاء. امتلأ بيته ولم يكن أحد يعرف ماذا سيحدث بعد رحيله. ثم أخذ ورقة وكتب إلى أحد خلفائه وهو الملا عبد الرزاق: “يا بني، لقد جاوزت الثمانين من عمري الآن وقد اقتربت حياتي من نهايتها. اذكرني في دعائك”. فأرسل إليه تلك الرسالة وأرسل إلى كثيرين آخرين الرسالة نفسها.
قال شاكراً لله على نعمه: ما بقي في قلبي شيء مما تمنيت أن أبلغه أو أبلغه إلا وقد بلغته. مَا مِنْ شَيْءٍ سَأَلْتُ اللَّهَ فِيهِ شَيْئًا إِلَّا أُعْطِيتُهُ. مَا بَقِيَ فِي قَلْبِي شَيْءٌ تَمَنَّيْتُهُ إِلَّا أَنْ أُفَارِقَ الدُّنْيَا وَأَكُونَ فِي حَضْرَتِهِ دَائِمًا. لقد أعطاني الله كل شيء إلا الإذن بالذهاب إليه. أسأل الله أن يأخذني إليه اليوم قبل الغد. لكنني لا أريد أن أذهب إليه كشخص عادي. أريد أن أذهب إليه كما وصفه الله تعالى في القرآن الكريم شهيداً حياً دائماً. اللهم اجعلني شهيدًا في الدنيا واقبضني إليك شهيدًا. هذا النوع من الموت يدخل السعادة على قلبي ويجعلني في حضرة نبيك
وإبراهيم
وموسى
, وَبِجَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ الْمِائَةِ وَأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، وَبِجَمِيعِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ، وَبِجَمِيعِ أَصْحَابِ الْجُنَيْدِ (س) وَسَيِّدِ هَذَا الْأَمْرِ شَاهْ نَقْشَبَنْدَ (س)، وَبِجَمِيعِ سَادَاتِ طارقات. اللَّهُمَّ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَجْمَعَ بَيْنَ الشَّهَادَةِ الْجُسْمَانِيَّةِ وَالْمَوْتِ الرُّوحَانِيِّ فِي حَالَةِ الشُّهُودِ فِي حَالَةِ الْفَنَاءِ” .”
وكان ذلك مساء يوم الأربعاء، السابع من المحرم من سنة 1195 هـ/ 1780 م. جاءه خادمه وقال له: “هناك ثلاثة رجال على بابك. يريدون زيارتك”. فقال: “دعهم يدخلون”. فلما دخلوا خرج من غرفة نومه وسلم عليهم. قال له أحدهم: “هل أنت ميرزا جان جان حبيب الله؟ فأجاب: ”نعم“. قال الاثنان للثالث: ”نعم، إنه هو“. فأخذ أحد الرجلين سكينًا من جيبه وطعنه في ظهره فثقب كليته. وبسبب كبر سنه، لم يتمكن من تحمل شدة الضربة وسقط على الأرض. وعندما حان وقت صلاة الفجر، أرسل له الملك طبيبًا. فأعاد الطبيب وقال: ”لا حاجة لي به. أما الرجال الذين طعنوني فأنا أسامحهم لأني سعيد بالموت شهيدًا وقد جاءوا استجابة لدعائي“.”
انتقل من هذه الحياة يوم الجمعة. فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ قَرَأَ سُوَرَ الْقُرْآنِ فتيحة و يا سين حتى وقت العصر. سأل أتباعه كم ساعة بقيت حتى غروب الشمس. قالوا له: “أربع ساعات”. قال: “ما زال الوقت طويلاً حتى موعد لقاء ربي”. قال: “لقد فاتتني عشر صلوات في حياتي، كلها في اليومين الماضيين، لأن جسمي ممتلئ بالدم ولم أستطع أن أرفع رأسي”. فسألوه: “إذا كان المريض في مثل هذه الحالة من الضعف، فهل يلزمه أن يصلي بحركات عينيه وجبهته أم يؤخر صلاته”. فأجاب: “كلا الأمرين صحيح”. فَصَبَرَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَمَاتَ. كانت ليلة عاشوراء سنة 1195 هـ / 1781 م. كانت ليلة عاشوراء، 1195هـ/1781م. ونقل سر السلسلة الذهبية إلى خليفته, الشيخ عبد الله الدهلوي س.